زالفان شاهنشه: يرى هذا الحديث
عن أبي سعيد الحضري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من رأى منكم منكرا فاليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" (رواه مسلم). اشرح هذا الحديث شرحا موجزا ثم بيّن رأيك فيما قام به المدعو أمرازي ! وهل هذا من فقه تغيير المنكر ؟
هذا الحديث يدل على وجوب تغيير المكنر مع قدرة الذي رءاه. قال بعض العلماء إن المراد بكلمة "من رأى" في وجوب تغيير المنكر حتى يراه بالعين وإلا فلا يجب، وينَزّل السمع المحقق منزلة الرأي بالعين، فإذا سمع سماعا محققا؛ كأن يسمع صوت الرجل والإمرأة في خلوة محرمة سماعا محققا، يعرف بيقين أن هذا محرم، فإنه يجب عليه الإنكار؛ لتنْزيل منْزلة النظر. وأما المراد بترتيب تغيير المنكرات سواء أكان باليد أو اللسان أو القلب فأرى أن هناك عبارة لا سيما فى كوننا نعيش فى المجتمع المنظّم كالدولة أو البلد، فوجوب تغيير المنكر باليد يقع على الأمراء أو رجال الحكومة لما لديهم السلطة والواجبات على ترتيب أمور المجتمع فلديهم الحق لإتيان العقاب على من أنكر. وأما المراد بتغيير المنكر باللسان فإنه يقع على العلماء و الدعاة لما لديهم العلوم الدينية الواجب تبليغها نحو الأمة، إذاً وجب عليهم تغيير المنكر بالقول و الدعوة أو التعليم الديني. وأما ترتيب تغيير المنكر الأخير وهو بالقلب يقع على عامة الناس أي للذين ليس لهم السلطة يغيرون المنكرات بها أو هم يعرفون أن قولهم لن يسمعه المنكرون، فيكفيهم إنكار أعمال المنكرات أمامهم بالقلوب فقط ولا يصح لهذا الصنف تغيير المنكرات بأيديهم أو بشيء ماليس لهم خوفا من أن يقع الشر الآخر، فقد قيل الشر لا يزال بالشر. ومن هنا أري أن الذي تصرفه المدعو أمرازي فى طريقة تغييره المنكرات ليس من عمل صالح بل قد لوّث سمعة الإسلام؛ يريد أن يضيع الشر والمنكرات و يأتي بالفسد وهذا أمر جهل. وبنسبة ترتيب الإيمان، فأري أن من أضعف الإيمان لا يتعلق بأصناف الناس الثلاثة السابق بيانها؛ يعني ليس إيمان عامة الناس ضعيف بل أضعف لما يغيرون المكنرات بقلوبهم فقط، لا بأيديهم لأنهم طبعا لا حق عندهم. والمراد بضعف الإيمان هنا للصنفين الأولين؛ الأول للأمراء، لهم القوة والسلطة بإمكانهم تغيير المكنرات بهما لكنهم لا يعملونه بهما، فقط بالقول أو بالقلب ولا يؤتي العقاب للمنكِر. والثاني للعلماء والدعاة الذين لهم العلوم الواجب تبليغه نحو الأمة، لكنهم لا يقوم بواجباتهم؛ بالتعليم والدعوة حين يرون المكنرات، هم يعترضون المنكرات بقلوبهم فقط، فمنزلة إيمانهم ضعيف بل أضعف. وأما أمرازي فإنه ليس من الأمراء فلا حق له لتصحيح ما عمل، ويمكن أنه من العلماء أو الدعاة، فحده فى تغيير المنكرات لا يزيد إلا بالتعليم أو التبليغ أو الدعوة فقط لا غير. والله أعلم بالصواب
Minggu, 15 Juni 2008
Langganan:
Postingan (Atom)